خطورة الاستهزاء بالدين
الاستهزاء خُلق
من أخلاق أعداء الله ، تخلق به الكفار والمشركون ، وتخلق به المنافقون
وثابت من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أرحم الناس بالناس ، وأقبل الناس
عذراً للناس ، ومع ذلك كله لم يقبل عذراً لمستهزئ ، ولم يلتفت لحجة ساخر
ضاحك
فحين
سخر به وبأصحابه من سخر في مسيره لمعركة تبوك , وجاء الهازلون يقولون
إنما كنا نخوض ونلعب لم يقبل صلى الله عليه وسلم لهم عذراً ، بل أخذ يتلو
عليهم الحكم الرباني الذي نزل من فوق سبع سماوات :
﴿
قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم
﴾65-66التوبة
ولكي
ندرك خطورة وفداحة ما أرتكبوه : ننظر إلى ملابسات حالهم ، فنجد أنهم قد خرجوا في
الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا الأهل والأزواج والأولاد والأوطان ،
وكان خروجهم في فصل الصيف ، وشدة حرارته معلومة ! وتعرضوا للجوع الشديد والعطش
الأليم ، ومع هذ كله لم يشفع لهم حال من هذه الأحوال حين أستهزأوا برسول الله صلى
الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة الأجلاء
أما
علماء الأمة المحمدية فقد انعقد إجماعهم - رحمهم الله - في الماضي والحاضر على أن
الإٍستهزاء بالله وبدينه وبرسوله كفر بواح ، يخرج من الملة بالكلية ولا شك
أن الردة أعظم كفراً من الكفر الأصلي كما هو معلوم عند أهل العلم
يقول أبن قدامة المقدسي رحمه الله:
من سب الله - تعالى - كفر سواء مازحاً أو جاداً ، وكذلك من أستهزأ بالله -
تعالى - أو بآياته أو برسله أو كتبه
ونقل القرطبي رحمه الله:
عن القاضي ابن العربي - وهو يشرح موقف المستهزئين في غزوة تبوك - قوله : لا
يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جاداً أو هزلاً ، وهو كيفما كان كفر ، فإن الهزل
بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر ، يكفر به صاحبه بعد
إيمانه
أما الإمام المجدد ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
فقد عقد باباً في كتابه القيم كتاب التوحيد عنونه بقوله : باب من هزل بشيء
فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول أي فقد كفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق