الأحد، 26 مارس 2017

خطورة الاستهزاء بالدين

الاستهزاء خُلق من أخلاق أعداء الله ، تخلق به الكفار والمشركون ، وتخلق به المنافقون 
وثابت من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أرحم الناس بالناس ، وأقبل الناس عذراً للناس ، ومع ذلك كله لم يقبل عذراً لمستهزئ ، ولم يلتفت لحجة ساخر ضاحك 

 فحين سخر به وبأصحابه من سخر في مسيره لمعركة تبوك , وجاء الهازلون يقولون  إنما كنا نخوض ونلعب  لم يقبل صلى الله عليه وسلم لهم عذراً ، بل أخذ يتلو عليهم الحكم الرباني الذي نزل من فوق سبع سماوات : 
 ﴿ قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ﴾65-66التوبة  

ولكي ندرك خطورة وفداحة ما أرتكبوه : ننظر إلى ملابسات حالهم ، فنجد أنهم قد خرجوا في الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا الأهل والأزواج والأولاد والأوطان ، وكان خروجهم في فصل الصيف ، وشدة حرارته معلومة ! وتعرضوا للجوع الشديد والعطش الأليم ، ومع هذ كله لم يشفع لهم حال من هذه الأحوال حين أستهزأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة الأجلاء 

أما علماء الأمة المحمدية فقد انعقد إجماعهم - رحمهم الله - في الماضي والحاضر على أن الإٍستهزاء بالله وبدينه وبرسوله كفر بواح ، يخرج من الملة بالكلية  ولا شك أن الردة أعظم كفراً من الكفر الأصلي كما هو معلوم عند أهل العلم 

يقول أبن قدامة المقدسي  رحمه الله:
 من سب الله - تعالى - كفر سواء مازحاً أو جاداً ، وكذلك من أستهزأ بالله - تعالى - أو بآياته أو برسله أو كتبه 

ونقل القرطبي رحمه الله:   
 عن القاضي ابن العربي - وهو يشرح موقف المستهزئين في غزوة تبوك - قوله : لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جاداً أو هزلاً ، وهو كيفما كان كفر ، فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة 
  
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:  
 إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر ، يكفر به صاحبه بعد إيمانه 
   
أما الإمام المجدد ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب  رحمه الله: 
 فقد عقد باباً في كتابه القيم كتاب التوحيد عنونه بقوله : باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول أي فقد كفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق