الجمعة، 21 أبريل 2017


الثقة بالنفس

يتردّد على مسامعنا دائماً، قول: "الثقة بالنفس أساس التقدّم والنجاح"، فينجح الإنسان في حياته عندما تكون لديه ثقة عالية بنفسه، ويتقدّم أيضاً، ويتطوّر، لتكون حياته سعيدة وناجحة، إلاَّ أنّ الثقة بالنفس، وعلى الرّغم من أنّها تنبع من شخصيّة الإنسان ونفسيّته، فإنّها تحتاج إلى تدريب وتطوير، حتّى يصبح الإنسان واثقاً تماماً بنفسه، عديم التشّتت أو التقلّب.
 خطوات بناء الثقة بالنفس الصورة

 أو الفكرة الذاتيّة تبدأ من خلال صورة يتّخذها الإنسان لنفسه؛ حيث إنّ صناعة الثقة الذاتيّة، تبدأ أولاً من الذات، فالصورة التي يكوّنها الإنسان عن نفسه أولى الخطوات، بحيث تكون صورة واثقة، واعية لما يملكه، صورة مشرقة لمستقبل أفضل، وإدراك الإنسان بأنّه يستحق الأفضل دوماً، وبمثل هكذا تصوّر فإنّه يسمو بنفسه، ويصبح قادراً على التغيير للأفضل، إلاَّ أنّه لا يجب له التغاضي عن العيوب أيضاً أو تجاهلها أو المبالغة في إظهار محاسن شخصيّته. حبّ الذات وتقديرها دائماً الصورة الجميلة التي يتّخذها الإنسان لنفسه بأنّه يستحقّ دوماً الأفضل هي من أفضل الصور التي تمنح الإيجابيّة والثقة بالنفس، فتقدير الذات يمنح إيجابيّة في النفس، ومن يقدّم لذاته مراسم الحبّ، لا يستطيع أن يضعها في موقعها السيء أبداً، على العكس عليه أن يكرّمها ويعزّزها ويجعلها صورة جميلة برّاقة أمام نفسه وأمام الناس أيضاً، والأهم دائماً هو عدم استرجاع أيّ صور ضعف كانت مسيطرة على الذات أو حتّى سلبيّة، إلاَّ إذا أردنا من هذا الاسترجاع أن نتعلّم ممّا مضى، وطرد كل دلائل وهزائم الماضي، طبعاً دون غرور أو نرجسية . ما تملكه هو بذاته مصدر ثقة حقيقي إنّ ما يملكه الإنسان من فكر وعلم وقيم هو ما يميّزه عن غيره دائماً، لذلك يجب عليه أن يدرك ما يملكه، ويدرك معه نقاط قوّته من نقاط ضعفه، وبالتالي فإنّ الذي يدرك ويتفهّم ما يملكه فإنّه يقفز قفزةً سريعة نحو التقدّم والنجاح، وبجملة واحدة يجب أن تصرخ في فكر كلّ إنسان (أنا استثنائي بما أملك)؛ الثقة هي مصدر الإيجابيّة والطاقة كلّها نحو الأفضل، فكلّ مهارة أو تفكير أو معلومة أو حتّى طريقة كلام أو نبرة صوت أو حتّى طريقة مشي، هي اختلاف وتفرّد عن الآخرين، فلا داعي للخجل إنّ كنت تعرّفت على ما لديك من تميّز، فالتركيز على مهاراتك يجعلك تبرزها أمام الناس مفتخراً بها، عوضاً عن التفكير في عيوب وسلبيات الآخرين وانتقاداتهم. تقوية الشخصية وتقوية المعلومات إنّ التفكير دائماً بما ينقص شخصيّة الإنسان هو الطريق الصحيح نحو التميّز عن باقي الأشخاص؛ فالمعلومات لا تأتي إلاّ من خلال التثقيف والقراءة والمتابعة والمطالعة، والمعلومات العامّة هي ما يميّز الناس عن بعضهم من الناحية الفكرية والمجتمعيّة، وهي ما تجعل للإنسان ثقة نفسية واضحة أمام الملأ، والمشاركة في الأحاديث والحوارات العامّة، وأيضاً في المناسبات والاجتماعات العامّة التي تكسب الإنسان حضوراً لافتاً بين أقرانه، وأيضاً الاهتمام بالمظهر الخارجي. مواجهة المشكلات إنّ حلّ المشكلات ومواجهتها هي من أهم الأمور التي تكسب الإنسان ثقة بنفسه، حتّى وإن لم تنجح طرق حل المشكلات في بعض الأحيان، فإنّ المبادرة والمواجهة أفضل من الوقوف مكتوف الأيدي دون أيّة محاولة أو تفكير، والمواجهة هي التي تؤدّي في المستقبل لأن تكون الحلول صحيحة، ومع تحقيق حلٍّ لأيّ مشكلة قد تعترض الإنسان، فإنّها تكون رصيداً في تحقيق الثقة بالنفس.

اعداد:هبه محمد
نعيم القبر وعذابه
أحوال الموت والبرزخ من الأمور الغيبيَّة التي ثبتَتْ بواسطة النقل لا من طريق العَقل، والعَقل لا  يحيلُها، وحتى لو لم يقرَّ بها العقل فإنَّ الشرع كافٍ في إثباتها ووُجوب اعتِقادها والعمل لها؛ لعِصمة النقل وقُصور العقل، وفيما يلي إشارةٌ إلى جُملةٍ منها، وذلك لما يلي:
لوجود مَن أنكر ذلك
ولمسيس الحاجة إلى تذكير المسلمين به.
ولأنَّ القبر أوَّل مَنازل الآخِرة، فإنَّ الإيمان بما ثبَت في النُّصوص من أحوال الناس في البرزخ بعد الموت إلى قِيام الساعة من تحقيق الإيمان باليوم الآخِر.
حقيقة الموت:
الموت هو مُفارقة رُوح ابن آدم لجسَده إذا استَـكمَل أجله بأيِّ سببٍ قدَّره الله تعالى ومُفارقة الرُّوح للجسَد ليس فَناءً للروح، ولكنَّه انفِصالٌ لها عن البدن بأمر الله تعالى وليس انفِصالًا نهائيًّا، بل لها به نوعُ اتِّصالٍ الله أعلم بكيفيَّته وحقيقته، وتكون أمور البرزخ على الرُّوح أصلًا والبدن تابعٌ لها، حتى ولو تَلاشَى واضمحلَّ وصار رُفاتًا أو تُرابًا، أو تلف بحَرقِه أو نحوه وذُرِّي في الهواء ولم يبقَ له بقيَّة، فإنَّ الروح تبقى وهي التي تتعرَّض للعَذاب أو النعيم، ويصلُ البدنَ حظُّه من ذلك بقُدرة الله تعالى فإنَّ الله تعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا يعجزه شيء؛ وقد قال تعالى: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ [ق: 44].

نعيم القبر وعَذابه:
اتَّفق أهل السُّنَّة والجماعة على ما دلَّت عليه النُّصوص من أنَّ نعيم القبر وعَذابه حقٌّ، وأنَّه يكون للرُّوح والبدَن جميعًا، وهو مُترتِّب على فتنة القبر والسؤال فيه، فمَن ثبَّتَه الله نُعِّم، ومَن أضلَّه عُذِّب. فنعيم الروح أو عَذابها على أحوال:
1- فقد تكون متَّصلةً بالبدن تارةً؛ فيكون النَّعيم أو العَذاب عليهما جميعًا.
2- كما أنَّه قد يكون النعيم أو العَذاب للرُّوح منفصلةً عن الجسد؛ فيكون النعيم أو العَذاب للروح وحدَها تارةً أخرى.

أدلة نعيم القبر وعَذابه:
دلَّت نصوصٌ كثيرةٌ من القُرآن والسُّنَّة على نعيم القبر وعَذابه:
فمن القرآن:
1- قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ [الواقعة: 88، 89] ، وقوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ [الواقعة: 92 - 94].
2- وقوله تعالى عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر: 46] ، فدلَّت الآية على أنَّهم يُعرَضون على النار غُدُوًّا وعشيًّا قبلَ يوم القيامة، وهو عَذاب البرزخ.
قال ابن كثير رحمه الله: (هذه الآية أصلٌ كبيرٌ في استدلال أهل السُّنَّة على عَذاب القبر)، وقال القرطبي رحمه الله: "الجمهور على أنَّ هذا العرض يكون في البرزخ، وهو حجَّةٌ في تثبيت عَذاب القبر".
3- ومن الأدلة كذلك على عَذاب القبر قوله تعالى عن الكفَّار: ﴿ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة: 101] ، قال مجاهد: أي: بالجوع وعَذاب القبر، قال: ثم يردُّون إلى عَذاب عظيم يوم القيامة، وقد استدلَّ بهذه الآية والتي قبلها البخاريُّ رحمه الله في ترجمة الأحاديث في عَذاب القبر.

ومن السُّنَّة:
1- حديث البراء، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم - في المؤمن: "فيُنادِي مُنادٍ من السماء أنْ صدَق عبدي فأفرِشُوه من الجنَّة، وألبِسُوه من الجنَّة، وافتَحوا له بابًا إلى الجنَّة، فيأتيه من رِيحها وطِيبها، ويُفسَح له في قبره مدَّ بصره..."[2].
2- ومن أدلَّة السنَّة على إثبات النعيم أو العَذاب في القبر ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ أحدَكم إذا مات عُرِضَ عليه مقعَدُه بالغَداة والعَشِيِّ، إنْ كان من أهل الجنَّة فمن أهل الجنَّة، وإنْ كان من أهل النار فمن أهل النار، فيُقال: هذا مقعدك حتى يبعَثك الله يوم القيامة"[3].
3- وكذلك ما ثبت في صحيح مسلم رحمه الله عن أنس رضِي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لولا ألاَّ تدافَنُوا لدعوتُ الله أنْ يُسمِعكم عَذابَ القبر"[4].
4- وما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال في صاحبي القبرين: "إنهما ليُعذَّبان"[5].
5- وكذلك ما ثبَت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ عامَّة عَذاب القبر من البول"[6]، يعني: من الاستِهانة به، وعدم التنزُّه والتحفُّظ منه.
6- وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من عَذاب القبر[7].
وقد أجمع المسلمون على إثبات عَذاب القبر ونعيمه، ولم يُنكِرْه إلا مَن لا فقهَ له ولا أثَر لخِلافه.

فقد أنكَر الملاحدة والفَلاسفة ومَن اتَّبعهم من أهل الكلام نعيمَ وعَذاب القبر؛ لردِّهم الأحاديث الصحيحة فيه، وبدعوى عدًم مٌشاهدته في الدنيا، ويُردُّ عليهم بما يلي:
الأولدلالة الكتاب والسُّنَّة وإجماع السلف عليه.
الثاني: أنَّ أحوال الآخِرة لا تُقاسُ بأحوال الدنيا.
الثالث: وجود أشياء في الدنيا لا تُشاهَد مثل: العقل والرُّوح والكهرباء، فكلُّ هذه يقرُّ العُقَلاء بوجودها ويؤمنون بأثَرها مع أنَّهم لم يُشاهِدوها على هيئتها، فما أخبر الله تعالى به من أمور الغَيْب في البرزخ والآخِرة وفوق السماوات أولى أنْ يُصدَّق به ويُقَرَّ بوجوده، ولو لم يُشاهَدْ؛ ذلك بأنَّ الله هو الحقُّ المبين.


اعداد: هبه محمد

صور من نعيم اهل الجنة

أعد الله سبحانه وتعالى نعماً عظيمةً في الآخرة للمُتّقين، وهي نعم ليست كنعم الدنيا، هذه النعم ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة لتكون حافزاً ومُشجّعاً للعباد للإقبال على الطاعات، والبُعد عن المعاصي والآثم التي تغضب وجه الله تعالى، وأبلغ وصفٍ لنعيم الجنة وما فيها وما أعد الله لعباده ما ذُكر في الحديث الشريف، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أعدَدْتُ لعبادي الصَّالحينَ: ما لا عينٌ رأت، ولا أذُنٌ سَمِعَت، ولا خطَرَ على قلبِ بَشرٍ، ذُخرًا بَلْهَ ما اطَّلعتم عليه. ثم قرأ: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
-         ما هي الجنة :
الجنة في اللغة: البستان كثير الأشجار. ويُقال: جنة سحقاً؛ أي بمعنى: بُستان طويل النخل. الجنة شرعاً: الدار التي جهّزها الله في الآخرة للمُتّقين من عباده، وتأتي بمعنى دار الكرامة التي أعدّها الله لأوليائه الصالحين يوم القيامة.
-         نعيم الجنة :
تعدّدت النعم التي ذُكرت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن هذه النعم: أعظم نعيم الجنة وأفضلها رؤية المؤمنين وجه ونور ربّهم الكريم، والذي كما أخبر في كتابه العزيز ليس كمثله شيء. والمؤمنون يرون ربهم من فوقهم في الجنة رؤيةً بصريّةً حقيقيةً، كما جاءت الأدلّة من القرآن الكريم والسنة النبوية: فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، وقوله جلّ وعلا:(عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ). ومن السنة النبوية قول الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (كنا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، قال: إنكم سترون ربَّكم كما تروْن هذا القمرَ، لا تُضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل الشمسِ، وصلاةٍ قبل غروبِ الشمسِ ، فافعلوا). وقال النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّكم ستروْنَ ربَّكم عَيَانًا ). يتضح من الأدلة السابقة إثبات الرؤية البصريّة لله سبحانه وتعالى من قِبل المؤمنين، وذلك أعظم ما يحصل عليه المؤمنون في الجنة من النعيم  إنّ نعيم الجنة باقٍ لا يفنى ولا ينفد، وقد ذكرت الآيات أوصاف هذا النعيم الدائم المُقيم، قال تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ). بين العلماء في تفسير هذه الآية أنّ الله جلّ وعلا ذكر أنّ المُتّقين يدخلون جنّات عدن يوم القيامة، والعَدَن في لغة وكلامهم العرب تعني الإقامة؛ فمعنى جنّات عدن: أي جنّات إقامة في النعيم، فهم لا يرحلون منها ولا يتحوّلون. وبين سبحانه في آيات كثيرة أنّهم يُقيمون في الجنة على الدوام، قال: (لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً). ومن نعيم الجنة الخلود فيها، ذُكر ذلك في قوله تعالى: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) أي خالدين في الجنة بلا انقطاع. وكقوله: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ إِلاّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)؛ أي غير مقطوع. أما ملذّات الجنة ففيها كل ما تشتهيه الأنفس، قال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وقد بيّن القرآن الكريم أنّ من ذلك النّعيم الموجود المشارب، والمآكل، والفُرُش، والسّرر، والملابس، والأواني، وأنواع الحُليّ، والخدم، وغير ذلك: أمّا المآكل فقد قال سبحانه وتعالى: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ). وأمّا المشارب قال تعالى: (إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً). وأمّا ما يتّكئون عليه فهو من الفُرُش والسُّرر قال تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ)؛ والسرر الموضونة أي المنسوجة بقضبان الذهب. وأمّا خدمهم، فقد ورد ذكر صفة الغِلمان في قوله تعالى: (إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً). وأصحاب الجنة يتنعّمون هم وأزواجهم في ظِلّ على الأرائك، وهؤلاء الزوجات فالله سبحانه ينشئهن إنشاء، عُرُباً أتراباً، كما يُنشِىء معهم الحور العين، فهن بيض مكنون، مُطهّرات من عيوب نساء الدنيا، فلا يجدن حيض، ولا نفاس، ولا سوء خُلُق. والآيات الواردة على أنواع نعيم الجنة المتنوعة، وحسنها، وكمالها؛ كالظلال، وعيون الماء، والأنهار، وغير ذلك، فهي كثيرة جداً.



 اعداد:هبه محمد
تفسير القرآن بالسنة 
هو المصدر الثاني من مصادر التفسير بالمأثور ، وهو مصدر متفق عليه ، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة ، كما دل على ذلك النظر الصحيح .
فأما الكتاب فقد قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) (النحل 444) .
وهذا نص صريح في بيان الرسول للقرآن .
وأما السنة ، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه )) .
قال ابن القيم رحمه الله بعد أن صحح هذا الحديث : وهذا هو السنة بلا شك [1]أي قوله : (ومثله معه) وكذا قال غيره [2].
وأما النظر الصحيح فإن العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً ولا يستشرحوه ، فكيف بكلام الله تعالى الذي فيه عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم ، وقيام دينهم ودنياهم .
ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أشكل عليهم
وقد قسّم الطبري رحمه الله التأويل إلى ثلاثة أقسام ، فجعل الأول ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، كالأوامر الإلهية ، والحقوق والحدود ، وما إلى ذلك مما مرجع تفسيره وتبيينه الرسول صلى الله عليه وسلم، إما بنص منه، أو بدلالة قد نصبها دالة على تأويله [3].
وقال السيوطي : ( قال العلماء : من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولاً من القرآن … فإن أعياه ذلك طلبه من السنة ، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له .
وقد قال الشافعي رحمه الله : كل ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن .
قال تعالى : ((إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ))(النساء:105) في آيات أخر .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه )) يعني السنة[4].
وقد أشكل قول الشافعي السابق ، لكن يوضحه قول أبي الحكم ابن برجان في كتابه المسمى بالإرشاد حيث قال : ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من شيء فهو في القرآن ، وفيه أصله ، قرُب أو بُعد ، فَهِمَه من فَهِمَه ، وعَمَهَ عنه من عَمَهَ .
قال الله تعالى : ((مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)) (الأنعام:38).
ألا تسمع إلى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الرجم : (( لأ قضين بينكما بكتاب الله وليس في نص كتاب الله الرجم )) [5].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :السنة تفسر القرآن وتدل عليه وتعبر عنه [6].
وعن حسان بن عطية قال : ((كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك ))[7] .
ومصداق ذلك في قوله تعالى : ((فَإِذَا قرأتاه فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ))(القيامة:19,188).
أهمية تفسير القرآن بالسنة :
وأما عن أهمية تفسير القرآن بالسنة ، فقد روى سعيد بن منصور عن مكحول قال : ((القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن)) [8] .
وقال يحي بن أبي كثير : السنة قاضية على الكتاب ، وليس الكتاب بقاض على السنة .
وقد بين ذلك السيوطي بقوله : والأصل أن معنى احتياج القرآن إلى السنة أنها مبينة له ، ومفصلة لمجملاته ، لأن لو جازته كنوزاً تحتاج إلى من يعرف خفايا خباياها
 فيبرزها ، وذلك هو المنزل عليه صلى الله عليه وسلم ، وهو معنى كون السنة قاضية على الكتاب ، وليس القرآن مبيناً للسنة ، ولا قاضياً عليها ، لأنها بينة بنفسها ، إذ لم تصل إلى حدّ القرآن في الإعجاز والإيجاز ، لأنها شرح له ، وشأن الشرح أن يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح [9] .
أما الإمام أحمد رحمه الله فقد سئل عن هذا القول - أن السنة قاضية على القرآن - فتورع عن إطلاقه ، وقال : ما أجسر على هذا أن أقوله ، ولكني أقول : إن السنة تفسّر الكتاب وتبينه [10].
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله : لا ينبغي في الاستنباط من القرآن الاقتصار عليه دون النظر في شرحه وبيانه وهو السنة ، لأنه إذا كان كلياً ، وفيه أمور كلية ، فلا محيص من النظر في بيانه .
قال تعالى : ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) (النحل:44).
ويلاحظ في هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل لما بين مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم في تبيين القرآن للناس ؛ ختم الآية بقوله : ((وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) .
وفي هذا دليل على أن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينافي تدبر الآيات، والتفكر فيها، والغوص في معانيها لاستنباط وجوه جديدة من البيان ، وهذا يقودنا إلى مسألة أخرى وهي :
منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التفسير : 
يقول الشيخ فهد الرومي في بيان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التفسير - وذلك حسب الاستقراء - : (( لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يطنب في تفسير الآية أو يخرج إلى ما لا فائدة في معرفته ولا ثمرة في إدراكه ، فكان جل تفسيره بياناً لمجمل ، أو توضيحاً لمشكل ، أو تخصيصاً لعام ، أو تقييداً لمطلق ، أو بياناً لمعنى لفظ أو متعلقه)) [11]
وقد أوجز ذلك القرطبي رحمه الله في تفسيره ، فقال : " البيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين : بيان لمجمل في الكتاب كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر أحكامها … وبيان آخر وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها .
ويفهم من هذا أنه صلى الله عليه وسلم اقتصر على بيان المعاني الضرورية التي لا تحتمل التأخير ، أو التي لا سبيل إلى معرفتها إلا عن طريقه ، وترك ما سوى ذلك للأمة ليعملوا عقولهم في التدبر والتفكر ، ويدل على ذلك ما أخرجه البخاري رحمه الله عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه : هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله ؟ قال : والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، ما أعلمه إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن …" الحديث .
قال الزمخشري في الفائق : ولم يزل الموثوق بهم من علماء الأمة يستنبطون معاني التنزيل ، ويستثيرون دفائنه ، ويغوصون على لطائفه ، وهو الحمّال ذو الوجوه ، فيعود ذلك تسجيلاً له ببعد الغور ، واستحكام دليل الإعجاز [12].
ومما سبق يمكن أن نوجز أوجه بيان السنة للقرآن فيما يلي :
1- إزالة اللبس :
مثال ذلك ما أخرجه الشيخان ، عن ابن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((من حوسب عُذّب)) .
قالت عائشة رضي الله عنها : فقلت : أوليس يقول الله تعالى : ((فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً)) (الانشقاق:8) ؟ قال : ((إنما ذلك العرض ، ولكن : من نوقش الحساب يهلك))[13]
ومن الأمثلة على ذلك ما أخرجه الشيخان عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : لما
نزلت : ((حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ)) (البقرة:187) .
عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض ، فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي ، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك ، فقال : ((إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار )) [14].
2- تخصيص العام :
ومثاله ما أخرجه البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما نزلت : ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ )) (الانعام:822)شق ذلك على المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله ، أينا لا يظلم نفسه ؟  قال : (( ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم))[15] .
3- تقييد المطلق :
ومثاله قوله تعالى : ((مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ)) ( النساء:11).
وقد جاء تقييد ذلك بالثلث كما ، كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : الثلث ، والثلث كبير ، أو كثير [16] .
قال ابن حجر رحمه الله : " فيه تقييد مطلق القرآن بالسنة [17].
ومن الأمثلة أيضاً قوله تعالى : ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا)) (المائدة:38) فقد جاءت السنة بتقييد ذلك باليد اليمنى من المفصل  .
4- تفصيل المجمل :
ومثال ذلك قوله تعالى : ((وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ)) (البقرة:43) وقد جاءت السنة القولية والفعلية  بتفصيل ذلك كما هو مبسوط في كتب الفقه 
5- بيان أن المنطوق لا مفهوم له :
ومثاله قوله تعالى : ((وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ)) (البقرة 283) .
فقوله : ((وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ)) . لا مفهوم له كما بينت ذلك السنة ، فقد ثبت في  الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين وسقاً من شعير رهنها قوتاً لأهله ، وكان ذلك في الحضر[18] فدلّ ذلك على أن منطوق الآية لا مفهوم له .
6- توضيح المبهم كأسماء الأشخاص والأماكن : ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى :((فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ)) (الأحزاب:23).
فقد أخرج الحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن طلحة رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ((أنت يا طلحة ممن قضى نحبه )) [19]
ومن الأمثلة أيضاً : قوله تعالى : ((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى))(البقرة:2388).
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنها صلاة العصر [20].
 اعداد:هبه محمد

اشراط الساعة الكبرى 
* الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:

-
فقد قال تعالى: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر :1]



*
قال العلماء رحمهم الله تعالى : علامات القيامة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم ظهر وانقضى، وهو الأمارات البعيدة.. وقسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة.. والقسم الثالث: هي الأمارات الكبيرة التي تعقبها الساعة.

-
فمن العلامات التي انقضت ، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار إلى إصبعيه السبابة والوسطى ) رواه البخاري.

-
ومن القسم الثاني: الذي لم ينقض ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة كقوله: ( لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع ) مشكاة المصابيح للألباني..

ومنها: موت العلماء وكثرة القتل وفشوا الجهل وكثرة الفتن وكثرة الزلازل ومنها التشبه بالكفار واستفاضة المال وفشوا المنكرات وفشوا الربا والزنا وغير ذلك.

-
وأما القسم الثالث: وهي الأمارات العظام ، والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة مباشرة فمنها: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وخروج المهدي، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.







*
وإليكم شرح مختصر لعلامات الساعة الكبرى:



*
الدجال:

*
أعظم فتنة تمر بالبشر:

-
روى مسلم عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبوقتادة؛ قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزون إلى رجال ماكانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا اعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال ).



* 
علامات خروجه:

1-
قلة العرب: روى أحمد ومسلم والترميذي عن أم شريك: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليفرن الناس من الدجال في الجبال. قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل ).

2-
الملحمة وفتح القسطنطينية: روى أحمد وأبو داود عن معاذ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ).

3-
الفتوحات: روى أحمد ومسلم وابن ماجة عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتيبة رضي الله عنهما؛ قال: كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة. قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قومٌ من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف، فوافقوه عند أكمةٍ، فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد. قال: فقلت لي نفسي : ائتهم، فقم بينهم وبينه لا يغتالونه. قال: ثم قلت: لعله نجي معهم، فأتيهم، فقمت بينهم وبينه. قال: فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي. قال: ( تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عز وجل، ثم فارس، فيفتحها الله عز وجل، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله ).

4-
انحباس القطر والنبات: 

ستكون بين يدي الدجال ثلاث سنوات عجاف، يلقى الناس فيها شدة وكرباً؛ فلا مطر ولا نبات يفزع الناس فيها للتسبيح والتحميد والتهليل، حتى يجزئ عنهم بدل الطعام والشراب.. فبينما هم كذلك؛ إذ تناهى لأسماعهم أن إلهاً ظهر ومعه جبال الخبز وأنهار الماء، فمن أعترف به رباً أطعمه وسقاه ومن كذبه منعه الطعام والشراب فالمعصوم عندها من عصمه الله وتذكر لحظتها وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم:( إنه يبدأ فيقول: أنا نبي و لا نبي بعدي ثم يثني فيقول: أنا ربكم و لن تروا ربكم حتى تموتوا, و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور ). صحيح الألباني.



*
مكان خروجه:

-
روى أحمد والترميذي والحاكم وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ( إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المُطرقة ).

-
وأول ظهور أمره واشتهاره والله أعلم يكون بين الشام والعراق؛ ففي رواية مسلم عن نواس بن سمعان: ( إنه خارج خلة بين الشام والعراق ).



*
أتباعه:

أ- اليهود: روى أحمد ومسلم عن أنس بن مالك: أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة ).

ب- الكفار والمنافقين: روى الشيخان والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال؛ إلا مكة والمدينة، وليس نُقب من أنقابها إلا عليها الملائكة حافين تحرسها، فينزل بالسبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق ).

ج- جهلة الأعراب: ودليل ذلك ما رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم والضياء عن أبي أمامة، وفيه: (. . . وإن من الفتنه أن يقول اللأعرابي: أرأيت إن يبعث لك أباك وأمك؛ أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يابني! اتبعه؛ فإنه ربك ).

د- من وجوههم كالمجان المطرقة، ولعلهم الترك: عن أحمد والترمذي والحاكم وابن ماجه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الدجال يخرج من أرض بالمشرق ، يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة ).



*
هلاكه:

أ- في بلاد الشام حرسها الله: روى أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يأتي المسيح من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى ينزل دُبُر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهناك يهلك ).

ب- قاتله هو عيسى بن مريم عليهما السلام: روى الترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يقتل ابن مريم الدجال بباب لد ). ولن يسلط عليه احد إلا عيسى بن مريم عليه السلام.



*
صفاته الخلقية:

1-
أعور العين أو العينين: روى الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يخفي عليكم، إن الله تعلى ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية ).

2-
مكتوب بين عينيه كافر: روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب ، إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر ).

3-
قصير، أفحج، جعد، أعور، عينه ليست بناتئة ولا جحراء: روى أحمد وأبو داود عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا أن المسيح الدجال: قصير، افحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بنائتة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ).

4-
هجان، أزهر، كأن رأسه أصلة: روى أحمد وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( هو أعور هجان كأن رأسه أصلة أشبه رجالكم به عبد العزى بن قطن فإما هلك الهلك فإن ربكم عز وجل ليس بأعور ).



*
يأجوج ومأجوج:

*
الفتن تتوالى، وما أن يخرج المسلمون من فتنه ويحمدوا الله على الخلاص منها؛ إذا هم بفتنة جديدة لا تقل خطراً عن سابقتها..

-
فها هم قد انتهوا من الدجال، وقد قتله الله على يدي عيسى بن مريم عليه السلام، وقد أحاط بعيسى عليه السلام قومٌ وهو يحدثهم عن درجاتهم في الجنة، وقد عصمهم الله من الفتنة الدجال..

-
وقد ابلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( من نجا من ثلاث فقد نجا "ثلاث مرات" قالوا: ماذا يا رسول الله ؟ قال موتي و الدجال و قتل خليفة مصطبر بالحق يعطيه ) صحيح الألباني.

-
وفجأة يطلب إليهم عيسى بوحي من السماء أن يحصنوا أنفسهم بالطور؛ فقد أخرج الله عباداً لا قبل لأحدهم بقتالهم، وهم يأجوج ومأجوج.. ولا تقل فتنتهم عن فتنة الدجال الذي يدعي الألوهية، وهم يدعون قدرتهم على قتل من في السماء تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا.



*
من البشر من ذرية آدم:

-
يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم؛ خلافاً لمن قال غير ذلك، وذلك لما روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري واللفظ للبخاري؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم ، يقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، قال : يارب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ). فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : ثلث أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : شطر أهل الجنة . فكبرنا ).



*
يخرجون على الناس بمشيئة الله تعالى:

-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعيده الله أشد ما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حضروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ، واستثنوا ، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس ، فينشفون الماء ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون سهامهم إلى السماء ، فترجع وعليها كهيئة الدم الذي أجفظ ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وعلونا أهل السماء ! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها ، والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائه ) صحيح الألباني.



*
كيف يقتلهم الله عز وجل:

-
يرسل عليهم النغف، فيأخذ بأعناقهم، فيموتون موت الجراد، يركب بعضهم بعضاً الدواب ترعي لحومهم وتسمن عليها.. ففي حديث أبي سعيد الخدري وفيه: ( .. فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم فما يكون لهم رعي إلا لحومهم فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط ) صحيح ابن ماجه.

*
مقتلهم عند جبل بيت المقدس:

-
ففي حديث النواس بن سمعان وفيه: ( .. ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس .. ) رواه مسلم.

*
أسلحتهم وقود للمسلمين:

-
روى ابن ماجه والترمذي عن النواس: ( سيوقد المسلمون من قسي يأجوج و مأجوج و نشابهم و أترستهم سبع سنين ) السلسلة الصحيحة.



*
المطر الغزير لإزالة آثارهم:

-
ففي حديث النواس، وفيه: { .. ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر؛ إلا ملأه زهمُهم ونتنهم ( دسمهم ورائحتهم الكريهة )، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيراً كأعناق البخت( نوع من الجمال )، فتحملهم، فتطرحهم حيث يشاء الله، ثم يرسل الله مطراً لا يُكن منه بيت مدر ( هو الطين الصلب ) ولا وبر، فيغسل الأرض، حتى يجعلها كالزلفة ( المرآة في صفائها ونظافتها ) }.

-
وفي الحديث نفسه: { .. ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرك ، وردي بركتك. فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة. ويستظلون بقحفها. ويبارك في الرسل. ( اللبن )، حتى إن اللقحة ( قريبة العهد بالولادة ) من الإبل لتكفي الفئام ( الجماعة الكثيرة ) من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ ( الجماعة من الأقارب ) من الناس } رواه مسلم.



*
دابة الأرض:

*
ما إن يفوق الناس من هول فتنة أو آية إلا وهم يفاجؤون بما هو أمر وأدهى:

-
قُتل الدجال، فتنفسوا الصعداء، فإذا بنبأ عظيم يأجوج ومأجوج، فخلصهم الله من شرهم..

-
وإن كان ما سبق من آيات معتاداً لهم؛ فقد يأتي زمن ما هو غير معتاد: دابة تخرج من الأرض؛ تكلم الناس، وتسمهم على خراطيمهم؛ لقد أصبحت الساعة قريباً جداً منهم؛ فقد بدأ أيضاً في هذا الوقت تغير العالم العلوي بطلوع الشمس من مغربها..

-
هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق، يُخرج الله لهم دابة من الأرض- قيل: من مكة-، فتكلم الناس.



*
الإيمان عند خروجها لا ينفع:

-
والدابة أحد ثلاث آيات لا ينفع الإيمان عند معاينتها، بل ينفع الإيمان من أدركته واحدةً من الثلاث مؤمناً عاملاً.

-
روى مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث إذا خرجن ، لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها . والدجال . ودابة الأرض ).



*
وقت خروجها:

-
تخرج الدابة عل الناس ضحى وفي وقت طلوع الشمس من مغربها، وأيهما كانت قبل الأخرى؛ فالأخرى في أثرها قريبا.

*
وسمها للناس على خراطيمهم:

-
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير ، فيقول ممن اشتريته ؟ فيقول : اشتريته من أحد المخطمين ) السلسلة الصحيحة.

-
وأما طبيعة هذا الوسم، وكيف يكون؛ فلا أعلم بذلك حديثاً صحيحاً.



*
الخسف والمسخ والقذف:

*
الخسف والمسخ والقذف كائن في هذه الأمة:

-
روى ابن ماجه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون في آخر الزمان الخسف و القذف و المسخ ) صحيح الجامع.



*
متى يكون وفيمن يكون:

1-
عند ظهور الخبث: روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا ظهر الخبث ).

2-
عند ظهور المعازف والقينات واستحلال الخمور وشربها: عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليشربن أناس من أمتي الخمر ، يسمونها بغير اسمها ، ويضرب على رؤوسهم بالمعازف و القينات ، يخسف الله بهم الأرض ، و يجعل منهم قردة وخنازير ) صحيح الجامع.

3-
عند ترك قضاء حوائج الناس لأجل اللهو وشرب الخمر: روى البخاري عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { ليكونن من أمتي أقوام ، يستحلون الحر ( الفرج والمراد: الزنا ) والحرير ، والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم ( الجبل العالي ) يروح عليهم ( هو الراعي ) بسارحة ( هي الماشي التي تسرح بالغداة لرعيها ) لهم ، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم ( يهلكهم ليلاً ) الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة }.

4
ـ فيمن يصر على مسابقة الإمام في الركوع والسجود: روى الشيخان وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار ).



*
التحذير من سكن البصرة:

-
روى أبو داود عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { يا أنس! إن الناس يُمصرون ( يفتحون ) أمصاراً، وإن مصراً منها يُقال لها البصرة أو البصيرة، فإن مررت بها أو دخلتها؛ فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ( الزلازل ) وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير }.

*
الخسف بالجيش الذي يغزو الكعبة:

-
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض؛ يخسف بأولهم وآخرهم. قلت: يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يُخسفُ بأولهم وآخرهم،ثم يبعثون على نياتهم ).



*
خروج النار:

*
النار ناران:

1-
نار خرجت وانتهت، وهي التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى: روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ).

2-
نارٌ لم تخرج بعد، وهي آخر الأشراط في الحياة الدنيا وأول أشراط الآخرة: روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يحشر الناس ثلاث طرائق راغبين راهبين. واثنان على بعير. وثلاثة على بعير. وأربعة على بعير. وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار. تبيت معهم حيث باتوا. وتقيل معهم حيث قالوا: وتصبح معهم حيث أصبحوا. وتمسي معهم حيث أمسوا ).



*
الريح التي تقبض أرواح المؤمنين:

*
من أين تُبعث هذه الريح:

-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير ، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته ) صحيح الجامع.

*
لا يمنع من هذا الريح شيء:

-
ففي حديث عبدالله بن عمر : ( .. حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل؛ لدخلته عليه حتى تقبضه ). صحيح الجامع

*
كيف تقبضهم الريح:

-
ففي حديث النواس بن سمعان: ( .. فبينما هم كذلك؛ إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ) رواه مسلم.

*
صفات هذه الريح:

-
ففي حديث مسلم عند عبدالله بن عمرو: ( .. ثم يبعث الله ريحا كريح المسك. مسها مس الحرير. فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته. ثم يبقى شرار الناس ، عليهم تقوم الساعة ).



*
تخريب الكعبة:

*
صاحبها ذو السويقتين ( له ساقان دقيقان ) من الحبشة:

-
روى الشيخان والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ).

*
صفاته:

-
أسود أفحج.

*
هلكة العرب باستحلالهم للبيت، وتخربه الحبشة، فلا يعمر أبداً:

-
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يبايع لرجل ما بين الركن و المقام ، و لن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه ، فلا يسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا و هم الذين يستخرجون كنزه ) السلسلة الصحيحة.



وبهذا نكون قد انتهينا من العلامات الكبرى

فما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وما كان من صواب فبتوفيق الله عز وجل.



نسأل الله رب العزه والجلال أن يرحمنا ويغفر لنا ويقبضنا إليه غير مفتونين وهو راضاٍ عنا

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

وصلى اللهم وسلم على محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
اعداد : هبه سمها