قصه عن الجزاء من جنس العمل :
البداية كانت بمَقدِم مجموعةٍ من الشباب، جلَسوا على قارِعة الطريق، وكل منهم يحكي عن بطولاته المُخزية والمشينة، فقال أحدهم: هل تعرِفون فلانة؟! هي صديقتي، وأتَّصِل عليها وتتَّصل عليَّ مرات عديدة في الليل والنَّهار عبر الجوال، وبدأ كل منهم بالحديث عن أمور مُشابِهةٍ، وبعد فترة أنهى الشبابُ حديثَهم، ثم ترَكوا المكان ورحلوا.
بعدها بدقائق جاءت مجموعة أخرى من الشباب، جلَس أحدُهم في نفْس مكان صاحبنا الأوَّل، وقال أحدهم مُتسائلاً :هل هذا فلان؟ نعم، إنَّه هو، هل تعلمون أن شقيقتَه هي صديقتي، وأنا وهي على اتِّصال في الليل والنهار عبر الجوال!. قلتُ: سبحان الله، حقًّا" الجزاء من جِنس العمل"
الدروس المُستفادة مما تقدَّم:
* إياك والتطاول على أعراض الناس؛ فهي ليست لُعبة بيدك، تقذِف هذه وتتَّهِم تلك بالباطل، واعلم أن لك أمًّا وأختًا، وسيكون لك زوجة وبنتٌ في المستقبل، فهل تقبل أن يتكلَّم عليها أحد بالسيئ البذيء؟!
* قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124- 126]، قال ابن القيم - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "هذا الجواب فيه تنبيه على أنه من عمى البصر، وأنه جُوزي من جنس عمله، فإنه لما أعرَض عن الذِّكر الذي بعَث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعُمِيت عنه بصيرته، أعمى الله بصرَه يوم القيامة، وترَكه في العذاب كما ترَك الذكر في الدنيا، فجازاه على عَمى بصره في الآخرة وعلى ترْكه العذاب.
اعداد: منى سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق