خطر النفاق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله
وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
فإن من أعظم الذنوب عند الله تعالى النفاق، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ
جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140].
والنفاق ينقسم إلى قسمين: اعتقادي وعملي، فأما الاعتقادي فهو على ستة
أنواع: تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو تكذيب بعض ما جاء به، أو بغض
الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو بغض بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم
-، أو المسرة بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو الكراهية لانتصار دين
الرسول - صلى الله عليه وسلم.
فالمنافق في هذا القسم مؤمن الظاهر، كافر الباطن.
أما إيمانه الظاهر فإنه يشهد شهادة الحق، ويصلي ويصوم ويحج ويجاهد
ويشارك المسلمين في شعائر الدين الظاهرة، كما هو حال المنافقين في عهد النبي - صلى
الله عليه وسلم -، وفي كل زمن يكون فيه الحق منصورًا، وأما كفره باطنًا فما يخفيه
من التكذيب بالحق، وإضمار العداوة لله ولرسوله وللمؤمنين.
قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَكَ
الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1].
وهذا الصنف من الناس هم أشد أعداء الله ورسوله، ولهذا كان جزاؤهم أعظم
من جزاء الكافرين، قال تعالى: ﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 80].
وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى
أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 84].
وقد فضحهم الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ووصفهم
بأنهم كذابون يصدون عن سبيل الله، وأنهم يستكبرون، كما وصفهم بأنهم لا يفقهون ولا
يعلمون، ولا يعقلون. ومن أبرز سماتهم - قاتلهم الله - موالاتهم للكفار، وعقدهم
اللقاءات معهم في العلن تارة، وفي السر تارات، قال تعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا
دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ
فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 522].
وقال تعالى: ﴿ إنَّ الَّذِينَ
ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ
وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ
اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 25 - 28].
قال الشنقيطي - رحمه الله - في تعليقه على الآية الكريمة: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ... ﴾ [المائدة: 52]: هم المنافقون، يعتذرون عن موالاة الكفار من اليهود بأنهم
يخشون أن تدور عليهم الدوائر، أي دول الدهر الدائرة من قوم إلى قوم:
النفاق الوظيفي :
وهو ان يعطي الانسان لنفسه صورة حسنة في المجال الوظيفي ،
والحال انه يعلم بانه لم يلتزم بشروط العقد.. وهي خيانة توجب حرمة المال الذي يأخذه..
وهناك النفاق الاسري :
وهو ان يظهر كلمات الود لأهله ، والحال انه يخونها في الغيب : بنظرة محرمة ، او بلقاء محرم..
وهو لا يعلم ان الله تعالى - لو اراد - فإنه يفضح الانسان في جوف بيته ..
فكما يستر العيوب لمصلحة ، فانه يكشفها لمصلحة اخرى ايضا!.
وهناك النفاق الاجتماعي :
بمعنى ان يظهر المدح والثناء لشخص في حضوره ليطعنه في الخلف في غيبته..
وقد وصف النبي (علية وعلى آلة أفضل الصلاة وأتم التسليم)
هذا الصنف بأن الله تعالى لا ينظر اليهم يوم القيامة،
وذلك لانه يدل على حقارة في النفس ، والله تعالى كريم لا يعبأ باللئيم.
وهناك النفاق العلمي :
بان يظهر الانسان مقدرته في الجانب العلمي ، وهو ليس اهلا له ، وخاصة في المجال الديني ..
فترى كثيرا يظهرون اراءهم في امور الدين وهم لم يطلعوا على النصوص الشرعية
التي على اساسها يتم الحكم ، والحال انهم لا يتدخلون في التخصصات الاخرى احتراما لها ..
فهل ان الدين - وهو مرتبط بالغيب - اقل اهمية من علوم الطبيعة ، وهي مرتبطة بعالم الحس؟..
وهناك النفاق العبادي :
وهو ان يظهر بمظهر الملتزمين ويستبطن المخالفة في السر ،
بل يتظاهر بدرجة من الخشوع في الظاهر زيادة عما في باطنه..
وقد روي عن النبي (علية وعلى آلة أفضل الصلاة وأتم التسليم)
انه قال: ( ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق )..
ان على المؤمن ان يكتم حالاته القلبية ، لئلا يصاب بالعجب من ناحية ،
ولئلا يتخذ ذلك وسيلة لاظهار الفضل على العباد.
وهو ان يعطي الانسان لنفسه صورة حسنة في المجال الوظيفي ،
والحال انه يعلم بانه لم يلتزم بشروط العقد.. وهي خيانة توجب حرمة المال الذي يأخذه..
وهناك النفاق الاسري :
وهو ان يظهر كلمات الود لأهله ، والحال انه يخونها في الغيب : بنظرة محرمة ، او بلقاء محرم..
وهو لا يعلم ان الله تعالى - لو اراد - فإنه يفضح الانسان في جوف بيته ..
فكما يستر العيوب لمصلحة ، فانه يكشفها لمصلحة اخرى ايضا!.
وهناك النفاق الاجتماعي :
بمعنى ان يظهر المدح والثناء لشخص في حضوره ليطعنه في الخلف في غيبته..
وقد وصف النبي (علية وعلى آلة أفضل الصلاة وأتم التسليم)
هذا الصنف بأن الله تعالى لا ينظر اليهم يوم القيامة،
وذلك لانه يدل على حقارة في النفس ، والله تعالى كريم لا يعبأ باللئيم.
وهناك النفاق العلمي :
بان يظهر الانسان مقدرته في الجانب العلمي ، وهو ليس اهلا له ، وخاصة في المجال الديني ..
فترى كثيرا يظهرون اراءهم في امور الدين وهم لم يطلعوا على النصوص الشرعية
التي على اساسها يتم الحكم ، والحال انهم لا يتدخلون في التخصصات الاخرى احتراما لها ..
فهل ان الدين - وهو مرتبط بالغيب - اقل اهمية من علوم الطبيعة ، وهي مرتبطة بعالم الحس؟..
وهناك النفاق العبادي :
وهو ان يظهر بمظهر الملتزمين ويستبطن المخالفة في السر ،
بل يتظاهر بدرجة من الخشوع في الظاهر زيادة عما في باطنه..
وقد روي عن النبي (علية وعلى آلة أفضل الصلاة وأتم التسليم)
انه قال: ( ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق )..
ان على المؤمن ان يكتم حالاته القلبية ، لئلا يصاب بالعجب من ناحية ،
ولئلا يتخذ ذلك وسيلة لاظهار الفضل على العباد.
المصدر: موقع الالوكة - شبكة العرفان الثقافية.
اعداد: ندى سقا
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق