الجمعة، 21 أبريل 2017


الثقة بالنفس

يتردّد على مسامعنا دائماً، قول: "الثقة بالنفس أساس التقدّم والنجاح"، فينجح الإنسان في حياته عندما تكون لديه ثقة عالية بنفسه، ويتقدّم أيضاً، ويتطوّر، لتكون حياته سعيدة وناجحة، إلاَّ أنّ الثقة بالنفس، وعلى الرّغم من أنّها تنبع من شخصيّة الإنسان ونفسيّته، فإنّها تحتاج إلى تدريب وتطوير، حتّى يصبح الإنسان واثقاً تماماً بنفسه، عديم التشّتت أو التقلّب.
 خطوات بناء الثقة بالنفس الصورة

 أو الفكرة الذاتيّة تبدأ من خلال صورة يتّخذها الإنسان لنفسه؛ حيث إنّ صناعة الثقة الذاتيّة، تبدأ أولاً من الذات، فالصورة التي يكوّنها الإنسان عن نفسه أولى الخطوات، بحيث تكون صورة واثقة، واعية لما يملكه، صورة مشرقة لمستقبل أفضل، وإدراك الإنسان بأنّه يستحق الأفضل دوماً، وبمثل هكذا تصوّر فإنّه يسمو بنفسه، ويصبح قادراً على التغيير للأفضل، إلاَّ أنّه لا يجب له التغاضي عن العيوب أيضاً أو تجاهلها أو المبالغة في إظهار محاسن شخصيّته. حبّ الذات وتقديرها دائماً الصورة الجميلة التي يتّخذها الإنسان لنفسه بأنّه يستحقّ دوماً الأفضل هي من أفضل الصور التي تمنح الإيجابيّة والثقة بالنفس، فتقدير الذات يمنح إيجابيّة في النفس، ومن يقدّم لذاته مراسم الحبّ، لا يستطيع أن يضعها في موقعها السيء أبداً، على العكس عليه أن يكرّمها ويعزّزها ويجعلها صورة جميلة برّاقة أمام نفسه وأمام الناس أيضاً، والأهم دائماً هو عدم استرجاع أيّ صور ضعف كانت مسيطرة على الذات أو حتّى سلبيّة، إلاَّ إذا أردنا من هذا الاسترجاع أن نتعلّم ممّا مضى، وطرد كل دلائل وهزائم الماضي، طبعاً دون غرور أو نرجسية . ما تملكه هو بذاته مصدر ثقة حقيقي إنّ ما يملكه الإنسان من فكر وعلم وقيم هو ما يميّزه عن غيره دائماً، لذلك يجب عليه أن يدرك ما يملكه، ويدرك معه نقاط قوّته من نقاط ضعفه، وبالتالي فإنّ الذي يدرك ويتفهّم ما يملكه فإنّه يقفز قفزةً سريعة نحو التقدّم والنجاح، وبجملة واحدة يجب أن تصرخ في فكر كلّ إنسان (أنا استثنائي بما أملك)؛ الثقة هي مصدر الإيجابيّة والطاقة كلّها نحو الأفضل، فكلّ مهارة أو تفكير أو معلومة أو حتّى طريقة كلام أو نبرة صوت أو حتّى طريقة مشي، هي اختلاف وتفرّد عن الآخرين، فلا داعي للخجل إنّ كنت تعرّفت على ما لديك من تميّز، فالتركيز على مهاراتك يجعلك تبرزها أمام الناس مفتخراً بها، عوضاً عن التفكير في عيوب وسلبيات الآخرين وانتقاداتهم. تقوية الشخصية وتقوية المعلومات إنّ التفكير دائماً بما ينقص شخصيّة الإنسان هو الطريق الصحيح نحو التميّز عن باقي الأشخاص؛ فالمعلومات لا تأتي إلاّ من خلال التثقيف والقراءة والمتابعة والمطالعة، والمعلومات العامّة هي ما يميّز الناس عن بعضهم من الناحية الفكرية والمجتمعيّة، وهي ما تجعل للإنسان ثقة نفسية واضحة أمام الملأ، والمشاركة في الأحاديث والحوارات العامّة، وأيضاً في المناسبات والاجتماعات العامّة التي تكسب الإنسان حضوراً لافتاً بين أقرانه، وأيضاً الاهتمام بالمظهر الخارجي. مواجهة المشكلات إنّ حلّ المشكلات ومواجهتها هي من أهم الأمور التي تكسب الإنسان ثقة بنفسه، حتّى وإن لم تنجح طرق حل المشكلات في بعض الأحيان، فإنّ المبادرة والمواجهة أفضل من الوقوف مكتوف الأيدي دون أيّة محاولة أو تفكير، والمواجهة هي التي تؤدّي في المستقبل لأن تكون الحلول صحيحة، ومع تحقيق حلٍّ لأيّ مشكلة قد تعترض الإنسان، فإنّها تكون رصيداً في تحقيق الثقة بالنفس.

اعداد:هبه محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق