الجمعة، 21 أبريل 2017


صور من نعيم اهل الجنة

أعد الله سبحانه وتعالى نعماً عظيمةً في الآخرة للمُتّقين، وهي نعم ليست كنعم الدنيا، هذه النعم ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة لتكون حافزاً ومُشجّعاً للعباد للإقبال على الطاعات، والبُعد عن المعاصي والآثم التي تغضب وجه الله تعالى، وأبلغ وصفٍ لنعيم الجنة وما فيها وما أعد الله لعباده ما ذُكر في الحديث الشريف، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أعدَدْتُ لعبادي الصَّالحينَ: ما لا عينٌ رأت، ولا أذُنٌ سَمِعَت، ولا خطَرَ على قلبِ بَشرٍ، ذُخرًا بَلْهَ ما اطَّلعتم عليه. ثم قرأ: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
-         ما هي الجنة :
الجنة في اللغة: البستان كثير الأشجار. ويُقال: جنة سحقاً؛ أي بمعنى: بُستان طويل النخل. الجنة شرعاً: الدار التي جهّزها الله في الآخرة للمُتّقين من عباده، وتأتي بمعنى دار الكرامة التي أعدّها الله لأوليائه الصالحين يوم القيامة.
-         نعيم الجنة :
تعدّدت النعم التي ذُكرت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن هذه النعم: أعظم نعيم الجنة وأفضلها رؤية المؤمنين وجه ونور ربّهم الكريم، والذي كما أخبر في كتابه العزيز ليس كمثله شيء. والمؤمنون يرون ربهم من فوقهم في الجنة رؤيةً بصريّةً حقيقيةً، كما جاءت الأدلّة من القرآن الكريم والسنة النبوية: فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، وقوله جلّ وعلا:(عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ). ومن السنة النبوية قول الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (كنا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، قال: إنكم سترون ربَّكم كما تروْن هذا القمرَ، لا تُضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل الشمسِ، وصلاةٍ قبل غروبِ الشمسِ ، فافعلوا). وقال النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّكم ستروْنَ ربَّكم عَيَانًا ). يتضح من الأدلة السابقة إثبات الرؤية البصريّة لله سبحانه وتعالى من قِبل المؤمنين، وذلك أعظم ما يحصل عليه المؤمنون في الجنة من النعيم  إنّ نعيم الجنة باقٍ لا يفنى ولا ينفد، وقد ذكرت الآيات أوصاف هذا النعيم الدائم المُقيم، قال تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ). بين العلماء في تفسير هذه الآية أنّ الله جلّ وعلا ذكر أنّ المُتّقين يدخلون جنّات عدن يوم القيامة، والعَدَن في لغة وكلامهم العرب تعني الإقامة؛ فمعنى جنّات عدن: أي جنّات إقامة في النعيم، فهم لا يرحلون منها ولا يتحوّلون. وبين سبحانه في آيات كثيرة أنّهم يُقيمون في الجنة على الدوام، قال: (لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً). ومن نعيم الجنة الخلود فيها، ذُكر ذلك في قوله تعالى: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) أي خالدين في الجنة بلا انقطاع. وكقوله: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ إِلاّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)؛ أي غير مقطوع. أما ملذّات الجنة ففيها كل ما تشتهيه الأنفس، قال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وقد بيّن القرآن الكريم أنّ من ذلك النّعيم الموجود المشارب، والمآكل، والفُرُش، والسّرر، والملابس، والأواني، وأنواع الحُليّ، والخدم، وغير ذلك: أمّا المآكل فقد قال سبحانه وتعالى: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ). وأمّا المشارب قال تعالى: (إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً). وأمّا ما يتّكئون عليه فهو من الفُرُش والسُّرر قال تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ)؛ والسرر الموضونة أي المنسوجة بقضبان الذهب. وأمّا خدمهم، فقد ورد ذكر صفة الغِلمان في قوله تعالى: (إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً). وأصحاب الجنة يتنعّمون هم وأزواجهم في ظِلّ على الأرائك، وهؤلاء الزوجات فالله سبحانه ينشئهن إنشاء، عُرُباً أتراباً، كما يُنشِىء معهم الحور العين، فهن بيض مكنون، مُطهّرات من عيوب نساء الدنيا، فلا يجدن حيض، ولا نفاس، ولا سوء خُلُق. والآيات الواردة على أنواع نعيم الجنة المتنوعة، وحسنها، وكمالها؛ كالظلال، وعيون الماء، والأنهار، وغير ذلك، فهي كثيرة جداً.



 اعداد:هبه محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق